قل وادعًا.. لكلامهم وأصواتهم وحواسهم وملامحهم وأرواحهم وأسمائهم وملابسهم وأسرارهم واحتفالاتهم ورقصهم وقصصهم ولغتهم وقصائدهم وتاريخهم، وبعثرهم على مهلِ ثم أكمل طريقك دون أن تترك أثرًا وراءك حتى لا يتبعك أحدٌ ما خلسةِ، ولا تنسى أن تتخلص من ظلك كي لا يشي بك في الرمق الأخير، وكم كنت مأهولًا بهم قبل وداعك كشارعِ حيويّ يعج بالبشر وفارغًا منهم بعد وداعك، كذاكرة طفلة صغيرة لم تُكمل يومها الأول، كم أنت هادئ ومتفهم حين تتجاوز بكاءك الأخير وتبتسم انتصارًا لجوارحك المكسورة.
0 coment�: